وَهَم النصيحة

يعتقدُ الكثيرُ ممن تصدّر للنّصْح وأبرزَ صدْره للقيام بهذا العملِ الجليلِ بأنَّ كلَّ ما يَخرج من فِيه أوْ مَا يَرسمُه قلَمه هو مِنْ جِنسِ النّصيحة الملزمةِ!  
فَلْيَعْلَمْ مَنْ كانَ ذَا حَالَه أنّ قبول النصيحة أوْ ردَّها يدور على ثلاثة أمور-وجودًا وعدمًا-:
أوّلا: إخلاص النية لله تعالى وسلامة القصد،
وثانيا: موافقةُ السّبب الحالَ،
وثالثا: ظهور النصيحة بمظهر وصفةِ علاج مناسبة، ومؤثرة تدُور مع المرض وجودًا وعدمًا.
فمتى افتقرتِ النّصيحةُ لأحدِ هذِه الأمور فإنّ الناصح يكونَ قد ضيّعَ وقتَه ووقتَ غيرِه  بل قد يتسبب في فتنة لا كاشفَ لها سوى اللهِ!
فعِندَ فَقْدِك لهذه الأمور -في مخاطبتك للنّاس- فلا تَتباكى إذا لم تُقبل نصيحتُك، بلِ اِبْكِ على حالِك لأنّها في أمسّ الحاجة إلى مَنْ يَنصحُها وأنتَ غافلٌ عنْها!

تعليقات

الأكثر قراءة

بين "الروتين" القاتل والنافع!

عادات...تقاليد...موروث قديم...