جِنايةُ (زكريا أُوزُون) على عَقْلِهِ
هُنالِكَ العديدُ مِنْ أسماءِ المغْرُورينَ التي لا تستحقُّ الذِّكرَ، وإنْ ذُكِرَتْ فمِنْ بابِ التّأكيدِ على لُزومِ رَمْيِها إلى حيثُ اللاعودَة إلّا أنْ يتفَضّلَ اللهُ عليهِم بتوبةٍ صادقةٍ قَبلَ أن يُغلق عليهِم بابُها، ويستحيلَ الجسدُ مَأدبة غداءٍ لذيذٍ على موائدِ الدّيدانِ. ومِنْ هؤلاءِ الـمَنْسَيِّين الذِينَ يَعيشُونَ بعقُولهم في جُزرِ الخيالِ (زَكريَّا أوزون) الذي نَذر نفسه، ووظّفَ قلمَه في خِدْمةِ أعْداءِ الدّينِ مُبتدِئًا بمحاوَلةٍ ماكرةٍ لنسفِ اللُّغةِ ثُمّ الحدِيثِ فَالفِقه، ثُمّ تَوالَتْ - بعدَها -تواليفُه التّالِفَةُ ظَنًّا مِنهُ أنّهُ قدْ حقَّقَ مُرادَه، وتحقّقَتْ مآربه. فهُوَ بدَأ بِنَسْجِ حِبالَةِ (جناية سيبويه أو الرّفض التام لما في النّحو مِنْ أوْهَام) في مجازفةٍ خطيرةٍ لِزعْزَعةِ ثقتنا بأئمّةِ النَّحْوِ؛ مستبدلًا فهمَ عامّةِ النّاسِ وَأعرافَهِمْ بالقَواعدِ النَّحْوِيّةِ المتينةِ ممّا سيَنتجُ عَنْ ذَلك نحوٌ متعدّدُ الأجناسِ والأقَالِيمِ أو قُلْ: عَوْلمة النّحْوِ، فلك أنْ تتخيَّل – بعدُ-: نَحْوُ إقليمِ البَنْجاب، أو نَحْوُ المغربِ العربيِّ ،أو نَحْو ج...