مغامرات (أبو طلب) (5): من الرزايا ما يجلب العطايا
مغامرات (أبو طلب) (5): من الرزايا ما يجلب العطايا لا يتدافعُ اثنانِ في أنّ بلوغَ درجةِ الإفتاءِ، وولوجَ بابِ الشّهرة العلميّة والعالمية أمرٌ ليسَ بالسّهلِ -تحصيلاً- ولا بالهيّنِ - تطبيقًا-. فبإعمال دليلِ الفطرة نجدُ أنّ هُناك فرقًا بيِّنًا بيْنَ أن تعْلمَ الشّيْء، وتُتقنَه، وتتفنّنَ فيه، وبين أنْ تُصبِحَ عالـمًا فيه، محيطًا بأصوله، جامعًا لفروعه مِنْ جَميع الجهاتِ بالنظر إلى أوجه الخلافاتِ، ولا أجدُ بَأْسًا إنْ قلتُ بأنَّ المسألةَ يحفّها إجماعٌ بشريٌ فطريٌ فلا تستغربْ . ولكنْ! لك أن تتعجَّبَ من أقوامٍ ابتدعتْ قوْلًا آخر في المسألة يوصلك إلى هذِه الدّرجة الخطيرةِ، والمنزلةِ الرّفيعة دونَ الافتقارِ إلى الوقوفِ والتّوقف في محطّاتِ (الترَانْزيت) العلْميّة قصدَ التزوّدِ . فما عليك إلا أن تسير وَفق ضابط هذا المذْهب وهو: كن (معي) اجعلك عالما . أرَأيْت ما أسهلَ الأمر، وما أحقرَ شأنه؟ ولا يهمّ – طبعًا- مقدارُ العلوم التي تحْمِلُها، ولا الأعوام التي تحلُم بقَضائِها، أو التي تحمّلتَ أثقالها وأنتَ في ميادين التّعلُّم، المهمّ-عند هؤلاء- أن تلزمَ هذا الضابطَ ا...