المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مغامرات (أبو طلب)

مغامرات (أبو طلب) (5): من الرزايا ما يجلب العطايا

  مغامرات (أبو طلب) (5):   من الرزايا ما يجلب العطايا   لا يتدافعُ اثنانِ في أنّ بلوغَ درجةِ الإفتاءِ، وولوجَ بابِ الشّهرة العلميّة والعالمية أمرٌ ليسَ بالسّهلِ -تحصيلاً- ولا بالهيّنِ - تطبيقًا-. فبإعمال دليلِ الفطرة نجدُ أنّ هُناك فرقًا بيِّنًا بيْنَ أن تعْلمَ الشّيْء، وتُتقنَه، وتتفنّنَ فيه، وبين أنْ تُصبِحَ عالـمًا فيه، محيطًا بأصوله، جامعًا لفروعه مِنْ جَميع الجهاتِ بالنظر إلى أوجه الخلافاتِ، ولا أجدُ بَأْسًا إنْ قلتُ بأنَّ المسألةَ يحفّها إجماعٌ بشريٌ فطريٌ فلا تستغربْ . ولكنْ! لك أن تتعجَّبَ من أقوامٍ ابتدعتْ قوْلًا آخر في المسألة يوصلك إلى هذِه الدّرجة الخطيرةِ، والمنزلةِ الرّفيعة دونَ الافتقارِ إلى الوقوفِ والتّوقف في محطّاتِ (الترَانْزيت) العلْميّة قصدَ التزوّدِ . فما عليك إلا أن تسير وَفق ضابط هذا المذْهب وهو: كن (معي) اجعلك عالما . أرَأيْت ما أسهلَ الأمر، وما أحقرَ شأنه؟ ولا يهمّ – طبعًا- مقدارُ العلوم التي تحْمِلُها، ولا الأعوام التي تحلُم بقَضائِها، أو التي تحمّلتَ أثقالها وأنتَ في ميادين التّعلُّم، المهمّ-عند هؤلاء- أن تلزمَ هذا الضابطَ التزامك شربَ ال

مغامرات (أبو طلب) (4): فن الكونغ فو والفتوى عند المعلّم (أبو الطلب)

  مغامرات (أبو طلب) (4): فن الكونغ فو والفتوى عند المعلّم (أبو الطلب)   (...وأخيرا كبر صاحبنا (أبو طلب) وصار عَلَمًا حيث أضاف الـ التعريف إلى اسمه فصار (أبو الطلب)...) خرج المعلّم (أبو الطلب) في سيارته الفخمة قاصدا –كعادته- غرفة الاستديو الضخمة أين أجلسُوه على كرسيّ يليق بفخامته، ويوازي ضخامته، صُنع لأجله! ويا فرحة الكائن البشري حينما يُصنع شيء مَا لأجله... ولو كان تافهًا، فقد يأتي لبعضهم شعور كأنه أسدٌ مَلَك غابةً بأجمعها، أو تمساحٌ سيطر على بركةٍ ماء في أيام الجفاف. خرجَ واضعًا على جسمه أكوامًا من الثياب الأنيقة ذات أطراف واسعة تتخللها نسمات الصيف المنعشة في لياليه الباردة، كأنه لوحة فنية ذكّرتني بأنشودة أنشدها –بكلّ براءة- أحد الأطفال قديما مطلعُها –ليس قسَما- (...والشّمسْ الباردة! والشمسْ الباردة!!)، فلا شيء يدعو إلى الغرابة؛ فهو عنوانٌ حقيقي لاختلاف المفاهيم، واختلال الموازين، أين استحال الكاذب صادقا والخائن أمينا، وقهر المحدودين عطفًا! فهاهي الشمس -كذلك- استحالت -عند البعض- باردة. لم أتمكن مِن صرف نظري عن هذه اللوحة الفنية، ولا قلمي عن وصفها؛ رأسه مغطى بقطعة قُماش تحسبه

مغامرات (أبو طلب) (3): مُفَكِّرة خَائنة

  مغامرات (أبو طلب) (3):   مُفَكِّرة خَائنة اجتمعَ رأيُ مثقّفِي بني البشرِ على أنَّ المفكّرةَ ليستْ إلاّ أداةً لتقييدِ وجمْعِ ما قد يكونُ مصيرُه النسيانَ مِنْ أعمالهم التي يضِنّون عليها كلَّ الضِّنّ. وبكلّ ثقةٍ! أستطيع أن أقولَ بأنّ قاعدة: (الإنسان لا يمكن أن ينسى الأمورَ التي تدعوه إلى اليقظة!) تساقطتْ أوراقها، وتهافتتْ فروعها في هذا الزمن الذي صارَ كلُّ شيء تنصبُ له الموازين، وتُقرع له الطبولُ، حتَّى الحصولُ عَلى ما يُذْهبُ الجَوْعة، ويطفِئ الغُلّة! والمفكّرة في الغالب تجيبك على سؤالك: متى؟ ومع من؟ وأين؟ وأمّا: كيف؟ فجوابه وسائلُ أخرى يطول استقصاها! وبعضُ الأذكياءِ يسْتعملُها بطريقةٍ عكسيةٍ ؛ ولكلٍّ وِجهةٌ هو موَلّيها! فالمهمّ! أنّها تؤدِّى غرض التّذكير سواءٌ بالفِعل أو بالتّرك، والأهمّ من ذلك كلِّه أنّها قدْ تصون ماءَ وجهِك مع غريمٍ لئيمٍ؛ فاسأل المجرّبين؟ وقدِ اتسعتْ رُقعةُ استعمالِ هذه المفكّرات لتشملَ طبقات الإنسانية جمعاءَ؛ وكلُّ ذلك راجعٌ إلى تعقّد متطلبات العيْش، وارتفاع تكاليفه حتّى صارَ الواحدُ لا يكتحلُ بنَوْمٍ إلا بعدَ أن يكون قدْ أنهى –على الأقلّ- أربعةَ مواعيدَ

مغامرات (أبو طلب) (2): مكالمة تلفونية والعُزلةُ المصْطنَعةُ

  مغامرات (أبو طلب) (2): مكالمة تلفونية والعُزلةُ المصْطنَعةُ   هَكَذَا تُطْوى أحزانُ قِصّةِ لتُفتح أخْرى... اتّصلْتُ به مرّةً، ومرّتين، بل ثلاثًا وسبعًا، يسمَعُ ولا يجيبُ، ولا يريدُ. إنه ليس غريبًا عنّي ولستُ غريبًا عنه؛ أخٌ لي في الدّين عَرَفْته ولا يعرِفُني، وَلا يريدُ. فَثمّنتُ برسالةٍ قصيرةٍ   ألفاظها أثْمنُ مِنْ (جوّالي)، لا تستعملُ إلا في مخاطبةِ الوزراء والكبراء. زيّنْتها بألوانٍ مِن التّبريكات، والدّعاء بالخيراتِ، لا يصادفها إلا في كتابٍ، ولا تقالُ إلا لمثل أصحابِ (الكتابِ)؛ لكنّه أبى إلا أن يكبتَ أنفاسَه توبيخًا لها وتقريعًا لأنّها لم ترِدْ إلّا الإحسانَ؛ فهكذا طِباعُ النّفسِ تحمِلُ المرءَ على ألاّ يَعافَ إلا مَا يخرجُ مِنْ غَيْرهِ، أَسَاءَ أمْ أَحْسَن. أحسنتُ الظنَّ بِهِ وما أحْسَنتُ، بل كِدْتُ أقولُ: لَيتَنِي أسأتُ! فبعدَ عناءٍ شديدٍ بَعثَ بِرِسالةٍ مِنْ خمسةِ أحرفٍ، وأربعةٍ بعدَ حذفِ مكرّرِها؛ يقولُ: (مَنْ أَنْتَ؟! ) فَكَّرْتُ في جَوابٍ... فاحْترتُ...ولَوْ كنتَ مكاني؛ فلنْ يكونَ حالُك أحسنَ مِنْ حَالِي! وَلَو اسْتَعْمَلتَ (جوّالًا) أثمن، فلَنْ تكونَ أذكى مِنْ (

مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو الطلب)

    (هذه نسخة معدلة لسلسة قصيرة أخلاقية هادفة مقتطفة من واقع بعض من ينتحل العلم لكن أثرهم كان شديدا. وللتنبيه فإن شخصية (أبو طلب) شخصية عامة وهمية تقريبية صِفتها أنها ترتبط بالعلم والتنظير ولكن عند التطبيق لا تجد شيئا من ذلك، فالهم هو الشهرة وأما الخُلق فحدث ولا حرج!  وهم في واقعنا كثيرون ليس فقط في الأوساط العلمية الشرعية والدعوية. مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو طلب). مغامرات (أبو طلب) (2): مكالمة تلفونية والعُزلةُ المصْطنَعةُ مغامرات (أبو طلب) (3):   مُفَكِّرة خَائنة مغامرات (أبو طلب) (4): فن الكونغ فو والفتوى عند المعلّم (أبو الطلب) مغامرات (أبو طلب) (5):   من الرزايا ما يجلب العطايا ) . مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو طلب).   (أبو طَلب) ليس نباتا ولا حشرة، بل كائن حيّ من جملة بني البشر مثلي ومثلك، لكن له دور حياة معنوية أو قلْ علمية، تبدأ بمرحلة الجهل البسيط ثم عِلمٌ ثم جَهل مركب! ولست أشك أنه ليس من السهولة معرفتهم ولكن لهم علامات لك أن تهتدي بها لاكتشافهم، فمتى رأيت شخصا ينظر إليك نظر الأعمى ويسمع إليك سمع الأصم فاعلم علم اليقين أنه من ج