المشاركات

بين "الروتين" القاتل والنافع!

  بين "الروتين" القاتل و النافع! مِن الغلط أن نسمّيَ ما يفعله العبدُ -ليل نهار- مِن أكل وشرب ونوم وقضاء حاجة والتوجه إلى العمل وغير ذلك على أنها أعمال "روتينية" بمجرد أنك اعتدت عليها..   لماذا...؟   لأنها:   أولا: في حقيقتها هي نِعَم متجددة...   وثانيا: تحتاج إلى شكر الـمُنعِم –سبحانه وتعالى-   وثالثا: إنّ الشعور بأنها أعمال "روتينية" -صارت "مملة!" بل "قاتلة" على حد تعبير البعض!- قد تحرمك من نعمة الشكر، ثم قد لا تعرف معناها إلا عند فقدانك لأحدها أو لها جميعا..وساعتئذ لا أظن أن الحسرة ستنفع...   ورابعا: تخيل لو استقيظت يومًا فوجدتَ نفسك عاجزة عن قضاء حاجتها؛ فماذا سيكون موقفك؟ فهل ستقوم بحذف هذا الفعل من قائمة "الروتين"؟  أم ستكتشف الحقيقة أن كل تلك الأفعال كانت - في حقيقتها - نِعَمًا مِن الله تعالى افتقرتْ إلى الشّكر بما في ذلك أعمالك اللاإرادية كالتنفس والحركة وغيرها... ... والمقصود أنه علينا الانتباه لهذا الأمر؛ وألَّا ننجرّ نحو ثقافات بعيدة عن أخلاق المسلم، وأن نحوّل هذا المسمّى بــ"الرو

القائد "أفضل"...المدير "سيئ"...

  القائد "أفضل"...المدير "سيئ"... ...ممّا يردده أهل هذا الزمان؛ فالغالب -ومع ظهور المزيد من الاكتشافات والاصطلاحات التجارية- تَحَوَّلَ إلى مُنظّر في معنى القيادة والقائد، وبيان الفروقات بين القائد والمدير(؟)، فدخل المتابعون والراغبون متاهاتٍ لها أول ولا آخر لها...مع أن الناظر يعلم أنّ كلا من "القائد والمدير" يجمعهما شيء اسمه: "المسؤولية"... وأحسب كلّ ذلك ناتج عن قصور في اختيار اللفظ المناسب لوصفِ كلّ "مَن تحمل مسؤولية وأعطاها حقّها"؛ فراح البعض يطلق عليه وصف "القائد"، ثم اجتهدوا في التمييز بينه وبين "المدير"، فانتشر الوصف بسرعة فاقت سرعة الضوء واقتنع الناس بذلك فازداد التنافس في من يفوز بوصف "القائد".  ولكن الواقع والحقيقة يكذبان ذلك، أي وصف  "كلّ مَن تحمل مسؤولية وأعطاها حقّها" بـــ"القائد"؛ ألا ترى أنّك قد تجد قائدا صالحا وآخر فاسدا، كما وجدتَ مدير عمل فاسدا وآخر صالحا.. فانظر إلى فرعون ألم يكن عظيم قومه وقائدهم، إلا أنّه كما قال تعالى: قاد قومه إلى المهالك :(وأضلّ فرعونُ قومَه وما هدى

touch wood , cross finger, Jesus (Christ!)...

  ضرب الخشب، وعقد الأصابع touch wood , cross finger, Jesus (Christ!)... انتشر بين الكثير من المسلمين "المثقفين" عادات "غربية" لم تكن موجودة؛ كضرب الخشب وعقد الأصابع ظنا منهم أنها تغير شيئًا من القدر، وتُجَنّبهم الوقوع في الحظ السيء كما هو الاعتقاد! وممّا انتشر بينهم أيضًا قولهم (!Jesus Christ) حين التعجب، وهذه طامة كبرى؛ لم أتصور لحظة أن أسمعها تخرج مِن فِي مُسلمٍ، ولكنّي سمعتها! ومن ذلك أيضًا قراءة الأبراج على صَفحات الإعلام المسلِم وبين الشّباب المسلم، والبعض منهم غرضه -كما الزّعم- معرفة -وبكل براءة!!- الشخصية و"اكتشاف" سماتها!!! كل ذلك -وربما غير ذلك- تعلّموه من واقع الاحتكاك الشديد بالمجتمع الغربي، وانعدام -أو ضعف- محاولات التميّز كمسلم موحّدٍ صاحب حقّ طائع لله ورسوله. والحقيقة أن تلك الأمور جدُّ خطيرة، بل قد تحبط الأعمال وتغلق أبواب الغفران إذا مات العبد غير تائب لله تعالى منها؛ قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)، وقال تعالى:( 

عادات...تقاليد...موروث قديم...

اليوم -وفي كل يوم- نسمع من يقول عن ديننا أنه "عادات...تقاليد..موروث قديم..." فأقول لهم:  ليس في ديننا الإسلام شيء اسمه "عادات وتقاليد وموروث قديم"؛ فتوحيد الله تعالى والبعد عن الشركيات، وإقام الصلاة وفعل الأذان والوضوء، وتحري الحلال والبعد عن المحرمات وستر العورات وحفظ مكانة الرجال والنساء، واللباس الشرعي، وحسن تربية الأطفال وبر الوالدين والحفاظ على الأسْرَة، وتميّزُ المسلم -صاحب الحق- عن غيره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم والتوحيد والجهاد في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق والحياء وغير ذلك من أفعال البر والعبادات ليس تفعل من باب "العادات والتقاليد" وإنما هو دين أنزله ربنا سبحانه، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فأنت ترى -أيها المسلم النّبيه- أن  العادات والتقاليد يمكن تغييرها أو استبدالها بعادات أخرى سواء كانت قبيحة أم حسنة! ولكنّ دين الله تعالى لا يمكن تغييره ولا استبداله؛ فالله تعالى أنزله ووَعد بحفظه؛  قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)،  ويقول النبي صلى الله عليه وسلم -من حديث ثوبان رضي الله عنه-: "لا تز

احذر جرم الأفعال السلبية المتعدية

  من المعلوم أنّ العبد محاسَبٌ ليس على الفعل المتعلق به فحسب، وإنما على الأثر المتعدّي أيضًا؛ قال تعالى (إِنَّا نَحۡنُ نُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُوا۟ وَءَاثَـٰرَهُمۡۚ)، والآثار: هي آثار الخير والشرّ "انظر تفسير السعدي". وبِعِلْمِنا ذلك وبالنظر إلى أفعال العبد فإنك تجد أنّ لبعضها أثرا سلبيا شديدا قد يصعب إصلاح ما فاتَ المظلومُ من الخير سواء أكان معنويا أو ماديا. وَلْنضرب مثالين يوضحان المقصود: الأول "الرّشوة": فليس من شكّ أنها من كبرى الجرائم؛ فهي من أدوات إبطال الحقوق وإحقاق الباطل، ولها من الأثر السلبي البالغ على الغير (المجتمع) وبأشكال متنوعة. فانظر معي - على سبيل التمثيل – لو أراد العبدُ المتلبس بالرّشوة أن يتوب -بعد مدة طويلة- من جرائمه فكيف له أن يصلح ما أفسدَ فعلُه حياة العشرات بل الألوف بل قد يصل –بحسب الحال- إلى الملايين من البشر ممن تأثروا سلبًا سواء في أموالهم أو أبدانهم أو ضيق معيشتهم أو دينهم أو...أو..؟ أَوَليس الأمر في حاجة إلى تفكّر... وتعقل... وتذكّر؟! والمثال الثاني "منع الزكاة": وهذا الأمر من أشنع ما قد يرتكبه مسلمٌ يشه