تحذير لكلِّ مَن تُسوّل له نفسُه نشرَ الفواحش

﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُحِبُّونَ أَن تَشِیعَ ٱلۡفَـٰحِشَةُ فِی ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ تحذيرٌ لكلِّ مَن تُسوّل له نفسُه نشرَ الفواحش في المسلمين المؤمنين . قال ابن عاشور : "واسْمُ المَوْصُولِ -أي: الذين- يَعُمُّ كُلَّ مَن يَتَّصِفُ بِمَضْمُونِ الصِّلَةِ فَيَعُمُّ المُؤْمِنِينَ والمُنافِقِينَ والمُشْرِكِينَ، فَهو تَحْذِيرٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وإخْبارٌ عَنِ المُنافِقِينَ والمُشْرِكِينَ . وجَعَلَ الوَعِيدَ عَلى المَحَبَّةِ لِشُيُوعِ الفاحِشَةِ في المُؤْمِنِينَ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ مَحَبَّةَ ذَلِكَ تَسْتَحِقُّ العُقُوبَةَ؛ لِأنَّ مَحَبَّةَ ذَلِكَ دالَّةٌ عَلى خُبْثِ النِّيَّةِ نَحْوَ المُؤْمِنِينَ " وقال السِّعدي : "فإذَا كَانَ هَذَا الوَعِيدُ لمجرّدِ محبّة أن تَشيعَ الفاحشةُ، واستِحْلاء ذلك بالقَلب، فكيفَ بما هُو أعظم مِن ذلك مِن إظهاره وَنَقله ؟ "