المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مواجهة الفوبيا (الرهاب)

مصطلح "الفوبيا" وسيلة كسبٍ لتمرير الخيال والباطل

  هل ستوافقني الرأي إن قلتُ لك أنّ مصطلح "الفوبيا" هو بالدرجة الأولى وسيلةُ كسبٍ لتمرير الخيال والباطل؟ فـ"الفوبيا" -برأيي- من حيث معناها واقعًا- هي مجرد أوهام باطلة لا توجد إلا في الخيال؛ ألا ترى أن علاجها لا يكون إلا بالتخيلات أو التوهمات العكسية؟! ولكن -وللأسف- اتخذ هذا المصطلح مسارًا غير ظاهره المراد كغيره من مصطلحات هذا العصر، حيث نشاهد أقوياء الناس اليوم يُرَكّبون هذا المصطلح مع كل حالة تحقق لهم مكاسب اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو غير ذلك. وقد بات واضحًا آلية عمل هذا المصطلح؛ وهي على مرحلتين: أولا: تَقبُّل وجود "الحالة المراد تسويقها" من الناحية النفسية، ثم –ثانيا-: الانتقال إلى العمل العلني وهو البحث عن الحلول والعلاج وسن القوانين وغير ذلك. وأحيانًا يمهدون لظهور "الحالة المستهدفة" بشيء من المقدمات بعضها يتبع بعضًا...فانظر معي إلى هذين المثالين لتوضيح المقصود: الأول: Homophobia : فَلِبُعدهم عن دين الله الحق وعجزهم عن إيجاد الحلول بالطبّ النفسي الحديث المنفصل عن الدّين(!) صيروه مصطلحًا للاعتراف بالشذوذ الجنسي لا لمعالجته. فتراهم يُ

مِنَ الفروقات الجوهرية بين العلم النّبوي ومجالات علوم النّفس البشرية العصرية

يقولون –مثلًا- في مجال التنمية البشرية إذا أردتَ أن تزرع الثقة في نفسك ردّد مثل هذه الكلمات من باب التحفيز: أنا واثق من نفسي، أنا واثق من نفسي، أنا واثق من نفسي... وإذا   أردت الغنى فقل: أنا غني، أنا غني، أنا غني،... وهكذا.. وانظر إلى العلم النبوي (الوَحي) كيف يعالج مثل هذه المسائل، بل أشدّ منها؛ كالقلق والخوف المفرط وما إلى ذلك: فقد قال أنس رضي الله عنه: كُنْتُ أخْدُمُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أسْمَعُهُ كَثِيرًا يقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ،  وغَلَبَةِ  الرِّجَالِ ". وعن ابن مسعود أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو: " اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى" . وقال النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم لابنِ عبّاسٍ : "يا غلام، إني أعلِّمُك كلماتٍ :  احفَظِ  اللهَ  يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن

مواجهة الرُّهاب (الفوبيا)- الحلقة الثانية: تقنيات "المواجهة النفسية"

  مواجهة الرُّهاب (الفوبيا)- الحلقة الثانية: تقنيات "المواجهة النفسية"   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد؛ فهذا هو الجزء المتمّم لما نُشر في الجزء الأول من مواجهة "الفوبيا". فإذا لم تكن قرأتَ الجزء السّابق من هذا الموضوع فلا يزال الأمرُ واسعا ولم يُفتْكَ شيئًا البتة، فلا بأس أن تبدأ بالجزء الثاني ثم تعودَ لقراءة الجزء السابق لمزيد فائدة أو زيادة اطمئنان. وإنّي أذَكّر نفسي وإياك بأني وأنا أكتب في هذا الموضوع لستُ أخاطب إنسانا فقط إنما أخاطب إنسانا مسلما، لأن شخصية المسلم شخصية مميزة عن غيرها ولا سيما مرجع بعض قواعد التفكير الأساسية والمسلمات النفسية المبثوثة في الكتاب والسنة التي أهملها الطب النفسي الحديث، فلذلك عجز عن حل الكثير من الأمراض كما نشاهد ونقرأ. فلا ينبغي في معالجة النفس غض الطرف عن حقيقةٍ ومسلمةٍ أنّ الله تعالى هو خالق هذه النفس وهو الأعلم بها، وأن الدّين عنده تعالى هو الإسلام الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين. وربما تعتقد وأنت تقرأ هذَا الجزءَ أنّ المكتوب يبعد كلَّ ال