إلى من تسمع أيها العاقل؟

إلى من تسمع أيها العاقل؟


مفهوم التدّين عند المسلم ليس شيئًا زائدًا عن حياته حتى يناقش فيه، بل هو عبادة الله تعالى بتوحيده وإقامة دينه؛ يقول تعالى: (وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ)، فهذه هي عِلّة الخلقِ والإيجاد، ومَا سوى ذاك من أمور الحياة فهو طارئ على الأصل خادم له.

ويقول تعالى:(ٱلۡیَوۡمَ یَىِٕسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن دِینِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِیناۚ)، فالدّين الإسلامي دين كامل صالح لكل زمان ومكان، وباقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 ويقول تعالى (وَمَن یَبۡتَغِ غَیۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِینا فَلَن یُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ).


فإلى من تسمع أيّها العاقل:

أإلى الخالق الذي سوف ترجع إليه، والذي يقول اعبدوني بــالدّين الذي ارتضاه لنا؟!
أم إلى مخلوق يقول لا أريد هذا الدّين وافصلوه عن حياتكم؟!


وإذا عَلِمت أنّ...
هذا الدّين ليس محصورًا في صلاة وصيام وحج وعمرة وطباعة مصاحف ومسابقات وزخرفة كتب ومساجد، بل يشمل جميع الأحكام –عِلمًا وعَملا؛ مِن ذلك معرفةُ الله بأسمائه وصفاته، ومعرفة مسائل الإيمان والتوحيد وتحقيقها على أرض الواقع، وإخراج الزكاة والصدقات، وإعانة الضعفاء ونصرتهم، وأداء الحقوق والوفاء بالعقود، والحرص على معرفة مسائل الحرام والحلال في البيوع والعقود وغير ذلك من المعاملات والقضايا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحرّي الصدق، والتحلّي بفضائل الأخلاق، وتعظيم الشعائر، وإصلاح النية...


وإذا عَلِمت أنّ...
مَدَار قبول الأعمال دائر بين إصلاح النوايا وصِحّة الأعمال؛ بمعنى أن تكون أعمالك خالصة لله تعالى وَوَفق ما شرعه سبحانه في كتابه وسُنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم،

...

فإلى من تسمع -الآن- أيّها المخلوق...العاقل؟!

...

ولنسأل هذا المخلوق الذي لا يريد أحكام الدين ويطالب بفصلها عن حياة الناس: ما الذي لم يعجبك في أحكام الدين؟ أو -بعبارة أخرى- هل يُعيق التمسّكُ بالدّين خططَك ويوقفُ قطارَ طموحاتك -أنتَ-؟ أم ماذا؟!!

...


تعليقات