من الحقوق المكتسبة: التأليف...ولكنْ..
إذا ثبتَ أنَّ حقًّا –مَا- مِنْ الحقوق هو من النوع المكتسبِ فلا يعني من ذلك أنّ لصاحب هذا الحق حرية التصرف في المنع والإعطاء بَل تصرفاته جميعها مقيّدة بالشَّرع الذي غالبا ما يقدم المصالح الجماعية على الفردية.
خذ
المال على سبيل المثال: فمع أنه معدودٌ من الحقوق المكتسبة إلا أن الشرع الحكيم لم
يترك الأمر –كله!- اختياريا لصاحب المال!
بل أوجبَ في ماله حقوقًا لأصنافٍ عديدة من الناس من صدقات وزكوات!
ومثل
ذلك العلم؛ فالشرع الحنيف لم يجوّز كتمانه أو تعجيز الوصول إليه. فَمنَ الأسباب
التي -أراها- تؤدي إلى عدم القدرة على تحصيل العلم غلاءُ الكتبِ المرتبط بالزّخرفة
والأسماء التّجاريِّة للمؤلفين. فكأنهم
جعلوا عبارة "حقوق الطبع محفوظة" سببًا شرعيا في الحفاظ على قيمة
المصنَّف المادية، بدلا من أن يجعلوها وسيلةً حقيقية للحفاظ على قيمة الكتاب
العلمية في زمن كثر فيه لصوص المكتبات.
فلينتبه
-إذًا- المؤلفون إلى هذا الأمر وليكن غرضهم من التصنيف:
أوّلا-
تعليم الناس أمور دينهم وتيسير الأمر لطلبة العلم رحمةً بهذه الأمة.
وثانيًا:
إن كان لا بدّ أن يستفيد المؤلف والناشر والتّاجر من وراء الطباعة الفاخرة
والأسماء الزاخرة فليكن بما يسدّ الخَلّة، ويدفع الحاجة لا بما تُستفرغ به الجيوب
فيزداد الفقير فقرًا والغَنِيّ غِنًى.
ثم
لا ينبغي لمثل هذا الصنف -من المؤلفين والمحققين- أن يغفلوا عن حقيقة بيّنة وهي أن
ما وُجد مِن العلوم –بلا كدٍّ ولا نصبٍ- هو مِنْ ميراث الأجدادِ...
فيا
أيها المتعلمون -المعلّمون- رحمكم الله-لا
تحرموا النّاس مِن ميراث أجدادهم.
و(الله
لا يضيع أجر المحسنين)!
تعليقات
إرسال تعليق