عادات...تقاليد...موروث قديم...

اليوم -وفي كل يوم- نسمع من يقول عن ديننا أنه "عادات...تقاليد..موروث قديم..."


فأقول لهم:


 ليس في ديننا الإسلام شيء اسمه "عادات وتقاليد وموروث قديم"؛ فتوحيد الله تعالى والبعد عن الشركيات، وإقام الصلاة وفعل الأذان والوضوء، وتحري الحلال والبعد عن المحرمات وستر العورات وحفظ مكانة الرجال والنساء، واللباس الشرعي، وحسن تربية الأطفال وبر الوالدين والحفاظ على الأسْرَة، وتميّزُ المسلم -صاحب الحق- عن غيره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم والتوحيد والجهاد في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق والحياء وغير ذلك من أفعال البر والعبادات ليس تفعل من باب "العادات والتقاليد" وإنما هو دين أنزله ربنا سبحانه، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


فأنت ترى -أيها المسلم النّبيه- أن  العادات والتقاليد يمكن تغييرها أو استبدالها بعادات أخرى سواء كانت قبيحة أم حسنة! ولكنّ دين الله تعالى لا يمكن تغييره ولا استبداله؛ فالله تعالى أنزله ووَعد بحفظه؛ 

قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، 

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم -من حديث ثوبان رضي الله عنه-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"؛ 

وفي رواية جابر بن سمرة: "لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة"، 

وفي رواية جابر بن عبد الله: "لا تزال طائقة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"؛ 


وعن هذه الطائفة يقول الإمام النووي في "شرحه على مسلم": (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض)


والمقصود من هذه العجالة أنه لا يجوز للمسلم أن يصف العبادات والأوامر والنواهي (أي عبادة الله) على أنّها صارت موروثا من قبيل "العادات والتقاليد" ثمّ ينعتونها بـــ"القِدَم" ليُقنع نفسه -وربما غيره- بأنَّ له العبث والتغيير والتأثير في زمنٍ انقلبت فيه موازين الإصلاح والصلاح.


فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه!


تعليقات