شخصيات كرتونية
عندما سُئلت أمنا عائشة رضي الله عنها عن خلق نبينا صلى الله عليه وسلم أجابت: (كان خلقه القرآن)!
فحينما
يفتقد الشباب في أُسَرِهم وأماكن عملهم ومجتمعاتهم -عامة- إلى المعلم القدوة التي يجسّدُ
شخصيته بأمثلة حية نافعة تمشي بين الناس فإنهم في رحلتهم البحثَ عن الذات والتميز سيتجهون إلى البحث عن القدوة والمثل
عبر القصص المعبرة أو الأفلام المترجمة للقصص أو الأفلام الكرتونية أو حتى الأغاني
وغير ذلك من الوسائل الفنية الخيالية، التي استحالت –على حين غفلة!- مواد "تربوية" بل ربما بعضهم
يتجه إلى العنف والتهور وجلد الذات والانهزام النفسي.
فهل
–والحال هاته- نسارع -مثلاً- إلى لوم فئة الشباب لانشغالها وشغل فراغها بالأفلام
والأغاني والمسرحيات وغير ذلك؟ أم نلوم أنفسنا لأننا –لظروف معينة!- لم نعد قادرين
على تجسيد ما سمعوه وقرؤوه في المراحل
الأولية من التعليم في بيوتنا وشوارعنا وأسواقنا ومساجدنا وأماكن العمل والحدائق العامة وغير ذلك؟! لذلك نجد الكثير من الشباب يقابلون هذا التناقض الذي بين ما تعلموه وبين ما
رأوه بالهروب من الواقع إلى الخيال فأنتج بعض ما نحن فيه من الآلام التي
تعيشها العديد من المجتمعات!!
وليعلم كلّ من يَروم أو يدّعي القيادة والريادة أنّه ليس هناك أنفع من القيادة بالقدوة الحسنة التي تمشي بين الناس والتي تجسد أروع صور الامتثال والالتزام والتحمّل والإيثار؛ فَمَن يفعل ذلك فهو المستحق للقب القائد الحقيقي والريادي النافع كلّ بحسب حاله وموقعه.
والله وحده الهادي.
تعليقات
إرسال تعليق