الأيام العالمية المزعومة... مآسٍ ثم احتفالات
اليوم العالمي
للإيدز...اليوم العالمي للسعادة...اليوم العالمي للمرأة...اليوم العالمي
للشجرة..اليوم العالمي للأم..اليوم العالمي للعمال...اليوم العالمي
للطفولة...اليوم العالمي للبيئة...اليوم العالمي للشجرة....وغيرها كثير وهي في مزيد...
لسنا ندري –بقطع النظر عن
صاحب الفكرة- ما السبب -أو ما الغرض - الرئيس لتخليد يوم ما؟! أهو احتفال بذوي
العلاقة؟ أم لغرض التضامن فحسب؟
والأرجح عندي: لا هذا ولا
ذاك!
لأنه لو كان كذلك لأضاف
صاحب الفكرة بالنظر إلى أحوال العالم: اليوم العالمي للمشردين...اليوم العالمي
للفقر...اليوم العالمي للحزن...اليوم العالمي للجوع وغير ذلك كثير...حتى يفوز
أمثال هؤلاء بلقيمات تسد جوعتهم وأقمشة تستر أبدانهم وكلمات تبث فيهم الانتعاش
والأمل!
والحمد لله رب العالمين فديننا الحنيف -الرحيم بالخلق- نظر إلى مثل هذه المقاصد فجعل لنا يومين في العام ندخل فيه الفرح والسرور إلى المحتاجين، وجعلَ جميع أيام السنة أعيادا لهم بإخراج الزكوات والصدقات والكفارات، وفي كل لحظة نحتفل بالأم والأب والأخ والأخت والعم والخال والجد بالبر والصلة وغير ذلك.
فَلسنا في حاجة إلى إحداث أيام مزعومة لا
تُغيّرُ الحالَ ولا تَظهرُ إلا بعد زرع المزيد من البلاء والبؤس والحرمان فقد:
اضطهدوا المرأة وباعوها
في الأسواق ثم جعلوا لها يوما ...يوم المرأة!
وقهروا الأم وأخرجوها من
قاموس الأحياء ثم جعلوا لها يوما...يوم الأم!
وملؤوا الهواء بالغازات
السامة -التي يقتلون بها الشعوب الحية!- فاندثرت الغابات وتلوثت البيئة ثمّ جعلوا
لهما يوما...يوم الشجرة ويوم البيئة!
ونشروا الرذيلة والأوبئة
ثم جعلوا لآثارها يوما...يوم الإيدز!
واستضعفوا الفقراء
والفلاحين واستعبدوهم ثم جلعوا لهم يوما ...يوم العمال!
وأدخلوا الحزن إلى
الملايين من المستضعفين ثم جلعوا لهم يوما... يوم السعادة!
وتاجروا بالأطفال
واستعبدوهم واستغلوا براءتهم ثم جعلوا لهم يوما...يوم الطفولة!
ألا يكفينا ذلك... يا من يريد الاعتبار؟!
تعليقات
إرسال تعليق