لحظة صراحة مع النفس: هل حَقًّا نحبُّ الآخرةَ؟!
حينما نَعْلَم:
1.
أنَّ الآخرة خيرٌ من الدنيا؛ قال تعالى: (والآخرة
خير وأبقى)...
2.
وأنَّه
لا قيمة لأيّ متعة في الدُّنيا أمامَ متاع الآخرة؛ قال تعالى: (فما متاع الحياة
الدنيا في الآخرة إلا قليل)؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(واللَّهِ!
ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه،
وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ، في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟)...
3.
وأنّه
لا مجال للمقارنة بين الدنيا والآخرة من حيث الموجودات، ففي الحديث القدسي يقول
تعالى: (أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ
سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ
شِئْتُمْ: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ))،
وقال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ
وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)...
فمَع عِلْمنا
بكلّ هذه الحقائق:
لماذا -إذًا- اشتدَّ ارتباطنا في
هذا الزمان بالدّنيا لدرجة أننا أعطيناها أكثر مما تستحقّ؛ مِنْ تنافس على الجَمعٍ
والتكنيزٍ والتشييدٍ والافتخار بذلك؟
ولماذا حوّلها البعض إلى مجرد أرض لهوٍ
ولَعبٍ لا غير؟ ولماذا حوّلها البعض الآخر إلى ساحة معارك ضد الضعفاء؟
...يُفعل كلّ ذلك ونحن نَعلم أنّه ما
من أحد يغادر دنياه إلا ويخرجُ مِنها ضعيفًا فارغَ اليدين، ليس يحملُ سوى ما يشهد
على أفعاله.
....
فما السّرّ -إذًا- في انعدام التوازن؟...وإلى متى؟!
تعليقات
إرسال تعليق