وجهة نظر: متى يكون التفكير المؤسسي سلبا على عبادة الفرد

مِن المعلوم أن خطاب الشرع في العملية الإصلاحية الفردية والمجتمعية متنوّعٌ، فتارة يخاطب الفرد بالفروض والواجبات العينية، وتارة يخاطب الأمة (المجتمع) بالفروض والواجبات الكفائية. وَليس يوجد خطاب مِنَ الشّرع إلى الفَرد بمعزل عن تأثيره في الجماعة المسلمة، وذلك لأنّ صلاح المجتمع مرتبط ارتباطا وطيدا وطَرديا بصلاح الأفراد، ومن هنا يمكننا -إنْ صح التعبير- وصف الخطاب الشرعي للفرد الذي له أثر على المجتمع بالخطاب المركب أو المشترك ؛ فهو من جهة الالتزام فردي، ومن جهة الأثر مجتمعي.

فمثال الخطاب الفردي قوله تعالى : (فمَن يعملْ مثقال ذرةٍ خيرًا يره ومن يعملْ مثقال ذرة شرًّا يره)، وقوله تعالى (وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا)، وقوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة). ومثال الخطاب الجماعي قوله تعالى : (كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، وقوله تعالى (وكذلك جعلنكم أمة وسطا)، وأمّا الخطاب المشترك أو المركب فمثاله قوله تعالى: (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي).

ويَتفاعل العبد في التعامل مع الخطاب الشرعي وَفق حُدود مسؤولياته كما قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فكّلما اتسعت مسؤولية الفرد اتسعت معها دائرة مسؤولية الخطاب، ويتناوله الأمر والنهي أكثر مِمّن هو في الدائرة الأضيق وهكذا، مع بقاء العامل المشترك بين الجميع -بقطع النظر عن المسؤوليات- تحقيق الغاية من الخلق في التعامل مع الخطاب الشرعي وهي قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). فعبادة الله تعالى هي مقياس العبد في النظر إلى الأمور الفردية أو المجتمعية (المؤسسية)، أو قُل هي المدار الذي يسير عليه تفكير العبد الفردي الخالص أو التفكير الذي له أثر مؤسسي مجتمعي؛ فإنه بصلاح الفرد تصلح المجتمعات أو المؤسسات؛ لأن القائم عليها أو المشترك فيها هم أفراد من جملة البشر مكلفون، يخطئون ويصيبون ويطمحون ويطمعون، وفيهم صالحون ومنهم مفسدون.

وعليه وبِعِلمِنا ذلك فإنّه ينبغي على العبد الحذر في التعامل مع التفكير المؤسسي المنفصل عن المصلحة الفردية الشرعية والذي سيعود عليه بالسّلب، وذلك لأنّ:

·       أوّلا: مدة حياة الفرد أقصر بكثير من حياة المؤسسات والمجتمعات، فلا متسع لتصحيح الأخطاء الفردية، ولا تناوب في ذلك بين الأفراد أمام الله تعالى، فصحائف الأعمال فردية خالصة، ومع موت الفرد تتوقف كتابة أعماله.

·       وثانيا: إذا ما تعلق الأمر بطاعة الله تعالى وتوحيده واجتناب نواهيه فإنّ مصلحة المؤسسات أو المجتمعات لا ينبغي لها أن تُعارض مصلحةَ الفرد منفردًا، فاللهُ تعالى –كما معلوم- سيحاسب العباد أفرادا –فردًا فردًا- لا مؤسسات –جماعات جماعات- سواء كانت مؤسسة ناجحة أم فاشلة، أو كانت كبيرة أم صغيرة!

ولنضرب مثالا واقعيا عن أثر التفكير المؤسسي السّلبي ليتضح المقصود، ولنأخذ على سبيل التمثيل تشجيع فريق كرة قدم (=وهو مثال عملي لمؤسسة). فقد يبدو هذا المثال غريبًا إلا أنه مستخلص من واقعنا "المرّ"، وقد يفيد النّاس في استيعاب مسألتنا، ومِن ثمّ يسهل تنزيلها على غيرها من المسائل سواء أكانت ذات تأثير اقتصادي أو سياسي أو تربوي أو رياضي أو فني -كما يقال- أو غير ذلك؛ فأقول:

لـَم يغب عن أي ملاحظٍ تشجيعَ الأفرادِ المسلمة لفِرق كرة القدم المحلية والدولية، ولم يخْفَ عليهم أيضًا ذاك التعصبَ المحيط بهذه اللعبة والذي بعضه أثّر سلبًا على توحيد المسلم وعبادته لربه من حيث ربط الولاء والبراء وقياس الشّرف والأمَانة بلُعْبة صارت مبنِيّة على تضييع أنفس الأوقات وأنبل الأخلاق وأعظم الأعمال، وأنّ حقيقتها باتت ظاهرة للجميع على أنها –بصورتها الحديثة والاحترافية-لعبة قائمة على القمار، وأضْحت مرتعًا للمقامرين، ووسيلة تبديد الأموال فيما لا ينفع، وغير ذلك من الأمور التي تصادم القيم الإسلامية والأخلاقية والإنسانية وقواعد التنافس الشريف؛ وليس هذا محور موضوعنا فَدَعنا نرجع إلى ما بدأنا به وننطلق لتوضيح مقصود هذه المقالة مِن مقارنة وجيزة بين دورة حياة مؤسسة فريق كرة قدم وحياة الفَرد المشجع. فَليس صعبًا ملاحظة أنّ مؤسسة الفريق قد تمتد حياتها إلى مئات السّنين بل الآلاف، بل بعضها ربما لا تنتهي إلى أن يرث الله الأرض ومَن عَليها. ويلاحَظُ تَعاقبُ الأجيال على هذه المؤسسة الجيل تلو الآخر، وكل جيل يصحح ما أفسد غيره، والبعض ربما يفسد ما يُصلح غيره؛ بينَما العبدُ -بمفرده- حياتُه أيّامًا معدودات، يموتُ حاملًا معه صحيفة أعماله، فلا أحد يمكن أن يمحُوَ شيئًا منها أو يغيّر فيها، و(قَدْ خَابَ من حمل ظُلمًا) كما قال ربُّنا عز في علاه.

ومِن هنا -ولـمَّا كانت حياة العبد محدّدة ولها تلك الأهمية البالغة- كان خطاب الشرع في الموت والحياة وتحمّل المسؤولية موجّها إلى الفَردِ وحده؛ ليُنبهَه على أهمية حياته الدّنيا مِن حيثُ أنها طريقٌ مملوءة بالمخاطر نحو حياته الأخرى الأبدية، وأنه –هو- وحده المسؤول عن أعماله بقطع النظر عن الشعارات والأهداف الجماعية للمؤسسة المنتمي إليها.

فحِينما يموت هذا العبد المنتمي لمؤسسة (فريقه أو مجموعته)- والذي كان يتعصب لها –بشكل فرديّ- في الخير والشر -حتى ضيّع الهدف الأسمى من وجوده في الدّنيا- قلتُ: فبمجرد موته تنقطِعُ عنه إنجازات فريقه ليقِفَ أمام ربه فردا، بعيدا عن فريقه ومسؤولي فريقه وإنجازات فريقه، فلا شيء من ذلك كله سيصله أو سينفعه أو يشفع له، ومِن ثُم سيرى العبد أثر مثل هذا التفكير المؤسّسي المغلوط الذي انعكس سلبًا على حياته الأخروية.

فهذا الانعكاس السلبي للفكر المؤسسي لدى الفَرد يحدُثُ مِن جهة أنَّ هذا الفرد في تعامله مع أهداف فريقه المؤسسية -والتي كانت بعيدة عن خط سير عبادة الله، ومن صناعة الأفراد- وَضَعَهَا فوق أهدافه الخاصة الفردية التي من المفروض أن تكون متعلقة بعبادة الله وتوحيده؛ فحاد به السّيرُ –نتيجة ذلك- إلى سُبل أخرى غير سبيل الله الحقّ. ومع حدوث ذلك فَلن ينفعه بعدُ ندم ولا اعتذار؛ لأنّ الشرعَ جعل العبدَ وحده مسؤولًا عن أعماله وتصرفاته واختياراته لا عن أعمال غيره، قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)، (مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَاۖ).

فحينما يتعامل الفرد مع مؤسسةٍ "مَا" عَلَى أنه سيعيش مثلها أبَدَ الآبدين، وأنّ أخطاءه بعد موته يمكن تدراكها بغيره من أفراد المؤسسة؛ بمعنى تتغَيّر صحائفه مع كل تعديلٍ وفي أي وقتٍ مع تعاقب الأجيال على هذه المؤسسة فهذا هو التفكير المغلوط، وهو من جنس الغرور الذي حذرنا الله تعالى منه. فهذا الفرد -كما ترى- ربط –بفِكْرِهِ- نجاحَه وسعادتَه الأخروية بنجاح مؤسسة "الفريق"؛ حيثُ جعلَ هَمَّه منصبًّا فقط على إسعاد هذه المؤسسة (=وهم أفراد!)، والتعصّب لها (=وهم أفراد!)، وإظهار ولائه لها (=وهم أفراد!) مهما كان الحال من غير التنبه لضَبط تصرفاته الفردية بالضوابط الشرعية المأمور بها كما أرادها الله تعالى منه كفردٍ. وكنتيجة لذلك زال إحساس هذا الفرد (=وهي الغفلة) بالمسؤولية الفردية التي سيواجهها أمام الله تعالى لحظة موته ولحظة بعثه أعزل عاريا منفردًا عن المؤسسة وشعاراتها، ولك أن تتخيل بعدُ كيف ستكون النتيجة النهائية. فهذا مثال واقعي يمكن سحبه على مؤسسات أخرى كشركات ومجالس ومؤسسات اقتصادية وسياسية وفرق متنوعة وغير ذلك كما أشرنا في بداية الكلام.

وليس المقصود من هذه المقالة ألّا يفكر العبد في المصلحة المجتمعية المؤسسية، وإنما المقصود عدم الانخداع بمثل هذا التفكير المؤسّسي المشار إليه سابقًا، وهو التفكير بمعزل عن مسؤولياته الفردية أمام ربه سبحانه وتعالى، كتحمُّل أعباء الأوامر والنواهي وتحقيق التوحيد والأخلاق الفاضلة ونشر البِرّ والحقّ والعدل والصّلاح. فمن المعلوم أنّ صلاحَ الفرد عامل أساسي لصلاح المجتمع أو المؤسسة كون القائمين عليها هم كذلك أفراد، وهم بدروهم مُلْزمون ومكلّفون كغيرهم؛ فلذلك ارتبط صلاح المجتمع بصلاح الأفراد وفساده بفسادهم؛ قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أي: فَردًا فردًا، وهذا الصلاح مِن جهة الفرد لا يتحقق إلا بالتزام الشَّرع.

ولذلك ينبغي على العبد في تطبيق مسؤولياته الفردية أو المجتمعية أن ينظر إلى نفسه متصوّرًا وقوفه أمَام الله تعالى بشكل فرديّ يسأله عن أعماله، ومدى تأثيرها (=مدى سلطته أو مسؤوليته) على مَن حوله  (=المجتمعي أو المؤسسي) سلبا أو إيجابا؛ قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)...

ثم ليجعل العبدُ نصبَ عينيه أنّ الموت هو لحظة الحقيقة المطلقة، لحظة بداية شقاء أو سعادة أبدية بما قَدّم مِن عَمَل..فَلا مؤسسة كرة قدم ولا مؤسسة فضاء ولا مؤسسة طائرات ولا مؤسسة سِنِمَا ولا مؤسسة غناء ولا مؤسسة أموال ولا مؤسسة أبراج ولا مؤسسة جيوش ولا مؤسسة عروش ولا مؤسسة نسبٍ ولا مؤسسة دولٍ نافعته إن لم تكن هذه المؤسسات (القائم عليها أفراد) تعملُ كذلك جاهدة لتحقيق الغاية من الوجود وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له على مراده تعالى وعلى مراد نبيه صلى الله عليه وسلم...وقد نبه القرآن إلى خطورة مثل هذا التفكير المؤسسي على الفرد المتبع له: قال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)، وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)، وقال تعالى: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)...

والمقصود أن هذا العبد سيرى لحظة وفاته الحقيقة بأكملها منذ الخلق إلى يوم القيامة؛ ومِن ذلك حقيقة أعماله وحقيقة المؤسسات التي ارتبط بها ومصيرها، والأهم من ذلك أنه سيرى حالَ ومصيرَ فريقين: فريق الانتهازيين والمفسدين والظالمين، وفريق المحسنين والمصلحين والمظلومين...وغير ذلك من الحقائق التاريخية والمستقبلية..فإنّ الموت هو لحظة الحقيقة المطلقة التي تمس الماضي والحاضر والمستقبل فلا خلاف ولا ارتياب بعد ذلك..قال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)

فإمّا ندم وحسرة وخسران..

قال تعالى ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ. أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)، (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون)، (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)، (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)..و(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ) و(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)..

أو سرور وسعادة وفوز..

قال تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ،  الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ)، (إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)..

ولينتبه المسلم أن حياته الدّنيا ليست فِلْمًا "هوليوديا" يُدار من مخرجين ومنتجين وممثلين كاذبين كما يريد أن يُصَوّرها ويُسَوّقَها بعضُ المغرورين المترفين، بل إنّ حياتَه حقيقية قصيرة، تحدد مصير حياته الأبدية الغالية. والأهم من ذلك كُلِّه أنّ خسارة الآخرة من الأمور التي لا تقبل فرصةً ثانيةً، قال تعالى(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)..

فاللهم رُدّنا إلى دينك ردًّا جميلًا، ووفقنا جميعًا إلى صالح الأعمال.


تعليقات

الأكثر قراءة

touch wood , cross finger, Jesus (Christ!)...

مناقشة هادئة: السّبتُ بين صيامه قصدًا وصيامِه تبعًا

البرّ لا يبلى.. والإثم لا يُنسى والديان لا يموت.. فكن كما شئت (كما تَدين تُدان)