أين أنت يا تارك الصلاة


الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصّلاةُ والسّلامُ علَى نبيّنا محمّدٍ وَعَلى آله وَصَحْبِه؛ أما بعد:

فإنَّ ممّا اشتُهر في مُعظمِ مجتماعاتِنا الإسلاميّةِ في هذه الأزمِنَةِ المتأخِّرةِ تَفشّي أمراضٍ اجتماعيةٍ وسلوكياتٍ تُنافي مَا جاءتْ به الشّريعةُ السّمحةُ؛ فَمِنْ ذلك نَذْكُرُ:

1.   التّعاملَ بالرّبا.

2.   الغشَّ والكذبَ والرشاوى.

3.   شُربَ الخَمر والزّنا.

4.   قَطعَ الأرحام.

5.   الاسْتهزَاءَ بالدّين وبالمنتسبين إليه عِلْما وعَمَلاً.

6.   حِرمانَ البَناتِ مِنَ الميراثِ.

7.   زُهدَ النّاسِ في طلبِ الوَاجبِ مِنَ العِلمِ الشّرعيِّ.

8.   الطّمعَ والجَشَعَ؛ لِدَرجةِ أنَّ أكثرَ أربابِ الأعمالِ يَمنعونَ الصّلاةَ حِرصًا -زَعَمُوا- على الوَقْتِ

9.   وغير ذلك من السلوكيات السلبية

وَكُلُّ ذَلك سَببُه الانغماسُ في الدُّنْيا وَمَتَاعِبِها مَعَ بُعدِهِم الوَاضِحِ عَن دِينِهم. وَأَوَدُّ -هَهُنا- أن أُذكّرَ بحديثٍ يناسبُ هَذا المقامَ ليكونَ قاعدةً لكلِّ الّذِينَ يُصارِعُون متاعبَ الدّنيَا التِي لا تَنْتَهي وَهُوَ قَوْلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانتْ الدّنيا همَّه ؛ فَرّقَ اللهُ عليْهِ أمرَهُ وجعَلَ فقرَهُ بَيْن عَيْنَيْهِ وَلم يَأْتِهِ مِنَ الدّنيَا إلاّ مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانْتْ الآخرةُ نيَّتَهُ ؛ جَمَعَ اللهُ له أمرَه وجَعلَ غِناه في قَلبهِ وأَتتْه الدّنيَا وهي رَاغمةٌ»[ابن ماجه:4105].

وَلمـّا كانتِ الصّلاةُ هي عمودَ الإسلامِ؛ لِقْولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:« رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُه الصّلاةُ»[الترمذي: 2616]، أحببْتُ أنْ أسلِّطَ الضوءَ على خُطورةِ تَرْكِها لِيَكونَ المسلمُ على درجةٍ عاليةٍ مِنَ الوَعْيِ فيُهتَدَى -بإذْنِ اللهِ تَعَالى- ويَهدِي غَيْره. 

وَلكنْ! قبلَ ذلك دَعنَا نتعرّضُ -بشيءٍ مِنَ الاختِصَارِ- لِسَبَبِ تَرْكِ الكثيرِ مِنَ المسلِمينَ -اليَوْمَ- لِلْكَثيرِ مِنَ العِبَاداتِ البَدَنِيةِ والماليةِ، بَلْ الاستخفافِ بِهَا -أحيانًا- وَبِمَنْ يَقُومُ بِهَا وَالذِي هُوَ انعدامُ التّعظيمِ والإجلالِ للنّصوصِ الشّرعيّة،  بَل لله تعالى الذي أرسلَ رسولَه بالهُدى ودينِ الحقِّ؛ فتجد الواحدَ حينما تقولُ لَهُ: (إنَّ اللهَ تعالى يقولُ كَذَا أَوْ رَسولَه صلى الله عليه وسلم) تجدُه لا يَستَجِيبُ وَكأنّ هذَا الأمرَ أو النّهيَ لا يَعنِيه مجَوِّزًا لنفسِهِ تَرَكَ العِباداتِ وَاقْتَرَافَ المعَاصِي مَعَ التّجاهُلِ وَاْلإصْرَارِ؛ مُحتَجـًّا –عَلَى حَدِّ زَعْمِهِ- بِمَا في قَلْبِهِ مِنْ إيمانٍ

وَلَوْ كَانَ هَذَا القَائِلُ صَادِقًا في تعْظِيمِهِ وَمحبّته لِرَبّهِ وَلِرَسُولِه لَظَهَرَتْ عَلَيْهِ آثارُ هَذَا التّعظيمِ في أقْوَالِه وَأَفْعَالِهِ، إذْ إنَّ الإيمانَ في دِينِنَا الحنيفِ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. وَإظْهارُ التّوقيرِ والإجْلالِ مِنْ خِلالِ الانقِيَادِ للأمْرِ وَالنّهْيِ مَـحَبّةً لله، وَخَوْفًا مِنْ عَذَابِهِ، وَرَجَاءً في مَغْفِرَتِه وَجَنَّتِه؛  مِنْ مُقْتَضِيَاتِ قَولِ (لا إلهَ إلاّ اللهُ  محمّدٌ رَسولُ اللهِ).

«فَالذِي يستحِقُّ -إذًا- كَمالَ التّعظيمِ والإجْلالِ والتّألّهِ والخُضُوعِ والذُّلِّ؛ هو الله تَعَالى؛ فَهُوَ الّذِي أرسلَ رسولَه وأنْزَلَ كُتبَه وخَلقَ السّمواتِ وَالأرضَ ليُعرفَ ويُعبَدَ ويُوَحَّدَ ويكونَ الدّينُ كلَّه لله، والطّاعةُ كلُّها لَهُ كَما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)».[الداء والدواء: 196 بتصرّف].

وَهَذَا التّعظيمُ  يشمَلُ –كَذَلِكَ- تَعظيمَ صَحابَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فُهُمْ نقلةُ هذَا الدينِ وحُماتُه، وإيمانُ العبدِ لا يَكْتملُ إلاّ بإظهارِ المحبّةِ والتّوقيرِ لَهم في السرّ والعَلَن –فَرَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-

فَمَـا نُشاهِدُه اليَومَ -إذًا- مِنْ سُلوكياتٍ سَلبيّةٍ –بالجُملَةِ!-في وَاقعِ المجتمَعَاتِ الإسْلاميّةِ مَا هُوَ إلاّ ثمَرَةُ الاسْتِهانةِ بأوامرِ اللهِ تعالى حَتّى صِرنَا نَبيتُ ونُصْبحُ  -كُلَّ يَوْمٍ- عَلى جَديدٍ يُنذِرُ بِمزيدٍ مِنَ الذُّلِّ والهوانِ.

وَفي هذَا المقامِ يقولُ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: «لتُنقضَنَّ عُرَى الإسلامِ عُروةً عُروةً فكلّما انْتقَضَتْ عُروةٌ تَشبّتَ النّاس بالتِي تَليهَا؛ فَأوّلهنَّ نَقْضًا الحكمُ وآخرُهُنَّ الصّلاةُ».[صحيح الترغيب:572].

وَهو الحاصلُ -واقعًا- فإنّه لا يكادُ يخْلُو بيتٌ مِنْ بيوتِ المسلمينَ مِنْ تاركٍ للصّلاة، بَلْ توجدُ مجتمعاتٌ –وللأسف- اشتُهِرتْ بهذا الأمرِ وَهُوَ دليلٌ على أنَّ الأمرَ الإلهيَّ لم يرْقَ -عِندَهُم- إلى دَرَجةِ التّوقيرِ والإجْلالِ.

ولأهميّةِ هذه العبادةِ في دُنْيا المسلمِ وآخرتِه مِنْ حيثُ الفعلُ أو التّركُ أحببْتُ أنْ أشيرَ إلى بَعضِ أحْكامِها عَلّها تجدُ سَبيلاً إلى قَلْبِ مَنْ لا يَزالُ مُصِرًّا عَلى تَرْكِها أوْ التّهاونِ في فِعْلِها مُحتَجًّا بِحُجَجٍ وَاهيَةٍ، كاحتِجَاجِهِم -مثلاً- بالكَسَلِ أَوْ عَدمِ القَنَاعَةِ، بَلْ إنّي سَمِعْتُ مَنْ يَقولُ : «لماذَا أصلّي لَه!» هَكَذا بِصيغةِ الاسْتِنْكارِ والعِياذ بِالله! حِينما سُئِلَ:«لماذا لا تصلّي»؟!

نَعَمْ! قَدْ تتلبّسُ المسلمَ شُبهاتٌ وَشهواتٌ تَحولُ بيْنَه وبَيْنَ أداءِ بَعْضِ العِبادَاتِ، فَيَلْزَمُه هُنَا المسَارعةُ إلى سُؤَالِ أهلِ العِلْمِ لِيُزِيلَ مَا عَلِقَ في قَلْبِه مِنْ عَوائِقَ. وإنّي أَقُولُ لَكُلِّ مَنْ يَقُول لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أبْحثُ عَنْ أَهْلِ العِلْمِ؛ أَقولُ لَهُ: كَما بحَثْتَ فَعَرَفْتَ أنَّ هُنَاكَ طِبًّا فَصِرْتَ طَبيبًا، وَعَرَفْتَ أَنَّ هُنَاك هَنْدَسةً فَصِرْتَ مُهَندِسًا وَعَرَفْتَ أَنَّ هُنَاك خُبْزًا فَصِرْتَ خَبَّازً وعرفْتَ كذا فصرت كَذا فَلَا أَظُنُّ أنَّهُ مِنَ الصّعْبِ أَنَّ تَعرِفَ طَريقَ تَحصيلِ الوَاجِبِ مِنَ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ لاَسِيَّما وَأَنّهُ مُنْتشرٌ -وَلله الحمد- فِي كُلّ مَكانٍ وَبِأَقَلّ التّكاليفِ، بَلْ بِدُونِ أَدْنَى تَكلُفَة فَفَكِّرْ وَقدِّرْ..!!

 

بَعضُ مَا يَتَعلّقُ بِالصّلاةِ مِنْ أحْكَامٍ

* الصّلاةُ رُكْنٌ مِنْ أرْكانِ الإسلامِ: عَن ابنِ عُمَرَ l قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«بُنِيَ الإسلامُ عَلى خمَسٍ شهادةِ أنْ لا إِلَهَ إلاّ اللهُ وأنَّ محمّدًا  عَبدُه وَرَسُولُه، وَإقَامِ الصّلاةِ، وإيتَاءِ الزّكاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَوْمِ رَمضانَ»[البخاري :8، مسلم: 16 واللفظ له].

فَهل يَبْقَى –يا عبدَ اللهِ!- البيتُ قائمًا إذا زالتْ أحدُ أرْكَانه ؟!! فَمالكَ كيفَ تحكُم؟!

* الصّلاةُ مِنْ أَحَبِّ الأَعمالِ إلى اللهِ تعالى: عَن ابنِ مَسْعودٍ lأَنّه سَأَل النّبيَّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ الأَعمالِ أحبُّ إلى اللِه؟ قَالَ: الصّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا»[البخاري: 5970، مسلم: 85].

فَلِماذَا -إذًا- -أيّها التّاركُ للصّلاَةِ هَدَاك اللهُ- تَدّعي محبةَ اللهِ تعالى  وتَدّعِي نُصرةَ نبيّه صلى الله عليه وسلم وأنت لا تصلّي؟!  أليسَ هَذَا مِنَ التّناقضِ ؟!

* الصّلاةُ مِنْ أَسبابِ مَغفرةِ الذّنوبِ: فَعنْ أَبي هُريرةَ l أَنّه سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:«أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحدِكم يَغْتَسِل مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمسَ مَرّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِه شَيءٌ؟ قَالُوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرنِه شيءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مِثلُ الصّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُ اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا»[البخاري: 528، مسلم:667].(الدّرن: الوسخ).

* الصّلاةُ تعينُ على الصّبرِ -عِندَ البلاءِ-: عَن حُذيْفَةَ lقَال: «كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا حَزَبَه أَمْرٌ صَلَّى»[أبوداود:1319].(حَزَبَه: اشتدّ عَليه ).

وَهُوَ تحقيقُ معنَى قَولِه تَعَالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).

* مِنْ أَسْبَابِ القُرْبِ مِنَ اللهِ تَعَالى: لِقَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَقْربُ مَا يكونُ العَبدُ مِنْ رَبّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»[أبوداود: 875].

أَرَأَيْتَ -أيّها التاركُ للصلاةِ هَدَاني اللهُ وَإيّاك- كمْ أنتَ بعيدٌ مِنَ اللهِ تعالى؟!! محرومٌ مِنْ الخيرِ كُلِّه...!!

فَتارِكُها -إذًا- في خَطَرٍ عَظِيمٍ؛ وَذَلك لأمورٍ منها:

* قدْ لا يَرِدُ حَوْضَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ القِيامةِ: فَعَنْ أَبي هُريْرةَ l أَنّ رَسولَ اللهِ × قَالَ: « إِنَّ حَوْضِي أَبْعدُ مِنْ أَيْلةَ مِنْ عَدْنٍ؛ لَـهُوَ أشدُّ بَيَاضًا مِنَ الثّلجِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ باللّبنِ، وآنيتُه أكثرُ مِنْ عَدَدِ النُّجومِ، وَإِنّي لَأُصدُّ النّاسَ عَنْه كَما يَصدُّ الرَّجلُ إبلَ النّاسِ عَنْ حَوْضِهِ.  قَالُوا : يَا رَسولَ اللهِ أَتَعْرِفُنَا ؟ قَالَ :  نَعمْ! لَكُم سِيما لَيسَ لأحدٍ مِنَ الأُمَمِ،  تَرِدُونَ عَليَّ غُرًّا مُحَجّلينَ مِنْ أَثَرِ الوُضوءِ »[مسلم: 248].

وبما أنّ تارِكَ الصّلاةِ قَدْ حَرَمَ نفسَه مِنْ عِبادةِ الوُضوءِ؛ فَيكُونَ –بذلك- قَدْ عَرَّضَ نفسَه لحرْمانٍ أَعْظَم؛ فَقَدْ لا  يَرِدُ حوضَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

* الصّلاةُ فاصلةٌ بينَ الشرك والإيمان: فَعَنْ جَابرٍ l قَال: سَمعتُ  النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:«إنَّ بَينَ الرّجلِ وَبيْنَ الشِّركِ وَالكُفرِ تَركُ الصّلاةِ»[مسلم:82]. وَلَوْ لَم يَكن سِوى هذَا الحديثِ في الزَّجرِ عَن تَرْكِهَا؛ لَكَفَى!

* تاركُها ليسَ بَينَه وبينَ الله-تعالى- عَهْدٌ ولا أمانٌ: عَنْ أبي الدّرداء l قال: أَوْصاني خَليليَ صلى الله عليه وسلم «مَنْ تَركَ الصّلاةَ عَمْدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنه ذِمّةُ اللهِ»[ابن ماجه: 4034].

تَارِكُ الصّلاةِ كَأنّما فَقَدَ الأَهْلَ وَالمالَ:عَن ابن عُمرَl أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الذّي تَفُوتُه صَلاةُ الَعصْرِ فَكَأَنّما وُتِر أهلُه وَمالُهُ»[مسلم: 626]. (وُتِرَ: نَقُصَ وأُخِذَ).

فكيفَ بالتّارك لها-يَا عبدَ الله- ؟  فَلَك أن تتخيّلَ ذَلك ...

* اسْتِحْقَاقُه دُخولَ سَقَر: يَقول الله تعالى:(كل نفس بما كسبت رهينة، إلا أصحاب اليمين، في جنات يتساءلون، عن المجرمين، ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين).

* مُعرَّضٌ لِعذابٍ شَديدٍ: وَدليلُ ذَلِكَ مَا روى سَمُرة l عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم -في رُؤيا النّبيِّ صلى الله عليه وسلم - قال: «أمّا الذِي يُثْلَغُ رَأسُه بالحجَر فَإنّه يَأخذُ القرآنَ فَيَرْفُضُه وَينامُ عَن الصّلاةِ المكتوبَةِ»[البخاري: 1143 مختصرًا]؛ (يثلغ: يُكَسّر).

وَقولُه تَعالى:(فويل للمصلين الذين هم ع صلاتهم ساهون) ؛ وَقَولُهُ تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا). فَهذَا الوَعيدُ الشّديدُ في الآيتيْن للمُصَلِّي الذِي ضيّعَ صَلاتَه؛ كالإخْلالِ بِشُروطِها وَأرْكَانِها وَأوْقَاتها وَذلك بِسبَبِ مَا تَلبّس بِه مِنْ شهواتٍ وَانْصراف الهِمَمِ إليْها وَتقْدِيمِها عَلى حُقُوقِ الله تعالى.

* الحرمانُ مِنْ مرافقةِ النّبيِّ ﷺ في الجنّةِ: لحديثِ ربيعةَ بْنِ مالكٍ الأسلميّ l قَال: قَال لي النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: سَلْ؛ فقلتُ: أسألكَ مُرافقتَك في الجنّة، فقالَ: أَوَغيْرَ ذَاك، فقلتُ: هُو ذَاك، قال:«فأعنِّي على نفسِك بِكَثرة السّجودِ»[مسلم: 489]. والسجود بمعنى: الصلاة.

فَلْنُمْعنِ النّظرَ -في هذَا الحديثِ وَهذِه الآيات- في عُقُوبَةِ المصَلِّي المضيّعِ للصّلاة فَكيف بِالتّاركِ لها؟! نَسألُ اللهَ تعالى العَفْوَ وَالعافِيةَ ..!!

وَبعدُ...

فَيَا مَنْ يَتركُ الصّلاةَ وَالجماعاتِ في المساجِد! فَإني سَائلك:

أَتشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَأنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ ...؟!

أَلَديْكَ شَكٌّ في صِدْقِ اللهِ تعالى وَفي صِدقِ رَسُولِه وَفي عَدَالَةِ صَحَابَتِه؟!

أَلَيسَ مَا يَأْمُرُكَ اللهُ تَعالى بِه هُوَ في مَصْلَحَتِكَ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ...؟!

أَلَا تُرِيدُ أَنْ تُحْشَرَ مَعَ نَبيِّك صلى الله عليه وسلم وَصَحَابَتِه وَالصّالحينَ مِنْ أُمّته...؟!

..... فَاتَّقِ اللهَ –إذًا- وَعُدْ إليه تَائبًا خاشِعًا خَاضِعًا؛ فَإنّه يحِبّ أنْ يَرَاكَ قائمًا رَاكِعًا سَاجِدًا في الأوْقَاتِ وَالأمَاكِنِ الّتِي أَمَركَ بِها ....؟!

وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلى نبِيِّنا محمّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.

المراجع:

·  تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن السعدي.

·  الداء والدواء، ابن قيم الجوزية.

·  الصارم المسلول، ابن تيمية.

·  مكانة الصلاة في الإسلام، محمد بن زكريا الكاندهلوي.

·         الحكم على الأحاديث: أحكام الألباني.


تعليقات