القائد "أفضل"...المدير "سيئ"...

 


القائد "أفضل"...المدير "سيئ"...


...ممّا يردده أهل هذا الزمان؛


فالغالب -ومع ظهور المزيد من الاكتشافات والاصطلاحات التجارية- تَحَوَّلَ إلى مُنظّر في معنى القيادة والقائد، وبيان الفروقات بين القائد والمدير(؟)، فدخل المتابعون والراغبون متاهاتٍ لها أول ولا آخر لها...مع أن الناظر يعلم أنّ كلا من "القائد والمدير" يجمعهما شيء اسمه: "المسؤولية"...


وأحسب كلّ ذلك ناتج عن قصور في اختيار اللفظ المناسب لوصفِ كلّ "مَن تحمل مسؤولية وأعطاها حقّها"؛ فراح البعض يطلق عليه وصف "القائد"، ثم اجتهدوا في التمييز بينه وبين "المدير"، فانتشر الوصف بسرعة فاقت سرعة الضوء واقتنع الناس بذلك فازداد التنافس في من يفوز بوصف "القائد". 

ولكن الواقع والحقيقة يكذبان ذلك، أي وصف  "كلّ مَن تحمل مسؤولية وأعطاها حقّها" بـــ"القائد"؛ ألا ترى أنّك قد تجد قائدا صالحا وآخر فاسدا، كما وجدتَ مدير عمل فاسدا وآخر صالحا.. فانظر إلى فرعون ألم يكن عظيم قومه وقائدهم، إلا أنّه كما قال تعالى: قاد قومه إلى المهالك :(وأضلّ فرعونُ قومَه وما هدى) مع أنّ فرعون كان يقول لهم مدّعيا: (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)...والأمثلة أكثر من أن تحصى...


ومع علمنا بذلك وعلمنا بأنّ حياتنا نحن البشر لا تتوقف بعد الخروج من الدّنيا؛ فهي مستمرة إمّا إلى جنة أو إلى نار، فإن القائد الحقيقي -في نظري- هو ذاك "المسؤول" "النافع" الذي يقود مَن حوله إلى خير الدنيا والآخرة؛ أي ما ينفعهم في الدنيا والآخرة على حد السواء.


وانظر رحمك الله كيف عبّر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن القيادة والإدارة بقوله: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)؛ فالوصف بالرّاعي فيه معنى العناية والرّعاية والنّصح، بينَما مصطلح "قائد" وحده فهو محتمل، لا يمكن حمله على الصلاح والنفع إلا إذا اتحدتْ معه أوصاف أخرى تحدد ذلك. 


ولكنْ لمعترض أن يقول: لا مشاحة في الاصطلاح!


وهو كذلك...


...فالمقصود من هذه الكلمة القصيرة أنه لا ينبغي أن نتنافس على القيادة ونتعلّم المهارات ونجمع الأوصاف وننشر الأقاويل عنها فحسب كما يفعل من لا هدف له في هذه الدنيا سوى التسويق والتجارة (= الشهرة والمال والقوة!) وكأننا خالدون في الدنيا، بل ينبغي أن نتنافس على قيادة هذه النّفس إلى ما ينفعها في الدنيا والآخرة...فهذا هو في نظري: "القائد النافع" الذي يصلح أن يوصف باصطلاح العصر "القائد!"!


تعليقات