المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مواجهة الفوبيا (الرهاب)

الفرق بين توتر الرُّهاب والتوتر الطبيعي

توتر الرهاب: هو حالة فكرية لا يستطيع فيها الشخص التفرقة بين الخطر الحقيقي والخطر الخيالي، لتدخله في دوامة قلق غير طبيعي تجعله يتجنّب المواجهة. بينما التوّتر الطبيعي: هو حالة فطرية إيجابية محفزة لتجنب ما قد يدخل الضرر على النفس والجسد. ولنضرب مِثالًا: الوقوف على حافة جبل؛ فبعض النّاس نراهم لهم القدرة على فعل ذلك ولو بغياب أدوات السّلامة، بل تراه يعيش سعادة لا توصف وهو يقوم بالتقاط الصور مِن كل جانب؛ بينما البعض الآخر لا يستطيعه البتة، وقد نجد من لا يُقْبِل عَلى ذَلك إلا بوجود أدوات السلامة ومسافات الأمان وأهل الخبرة. فمثل هذا الخَوف لو حدث هُو مِن المسائل الخارجة عن الرّهاب والداخلة في مجال التوتر الطبيعي؛ فبالنّظر إلى طبيعة الإنسان نجدها غير قابلة بأي شكل من الأشكال تحمّلَ صدَماتِ السّقوط من الأماكن المرتفعة؛   لذلك سُمّيت مثل هذه الأفعال بالمغامرات. وعلى ذلك فإنه لـَمِن الخطأ أن ننعتَ الإنسانَ الذي تجنب هذا النوع من الوقوف بأنّه مصاب برُهاب الأماكن المرتفعة. فالذي يقف على حافة الجبل بشكل مطلقٍ كما في الصنف الأول لا يعدو أن يكون فعلُه مقامرةً بالنّفس، ولو سقط بهذه الصورة لكانَ

هل رهاب الشذوذ الجنسي (homophobia) واقعي

  الحمدُ لله ربِّ العالـمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد؛ فإنَّ موضوع (الشّذوذ الجنسي) والتفشي المتسارع لظاهرته في العالـم بما في ذلك المجتمعات الـمُسلمَة يُعدّ من القضايا الواجب إفراغ الأوقات في معالجتها مِن قِبَل جهات الاختصاص وذوي القدرة على التغيير بشتى الوسائل الشّرعية والعِلمية المتاحة، لِـمَا لهذا الأمر مِن الأثر السلبي على حياة الفرد والأسرة والمجتمع. فليس مِن الحِكمة تجاهل هذه الظاهرة، فتُحَوَّل مسائلها إلى مجرد صراعات (القيل والقال) وإصدار الأحكام والكلّ غاضّ الطّرف، لسان حالهم (لا شأني لي)، بدلّا مِنَ القِيام بمسؤولياتهم التي سيسألون عنها أمام ربِّ العَالمين مِنْ محاولةِ الاجتماع والفهم السليم والبحث الجدِّيّ وإيجاد العلاج الصارم الذي يقي الأفراد والمجتمعات. فما نراه يحدُثُ اليوم في مجتمعات الغرب مِن تخبطٍ وعجز وقبولٍ لهذه الظاهرة والتعايش معها لـَهُوَ أمرٌ منذر بعواقب وخيمة. ولا سيما أنّ الأمرَ تحوّلَ إلى المجاهرة وفَرضِ هذا القبول مِن خلال اختراعِ مصطلحات جذَّابة وفضفاضة كـ (رُهاب الشذوذ الجنسي) ( homophobia ) ليشعروك بالنّقص فتتقبل

مواجهة الرُّهاب (الفوبيا)- الحلقة الأولى: تحليل التجربة

  مواجهة الرُّهاب (الفوبيا)- الحلقة الأولى: تحليل التجربة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد؛ ففي هذه المقالة سأتطرق إلى مسألة جدّ هامّة، وحديث الساعة إذ ابتلي بها الكثير من الناس في مجتمعاتنا في هذا الزمان "عصر الثورة الإعلامية"و "انقلاب المفاهيم والموازين" وهو "الرّهاب" بشتى أنواعه ولا سيما المتعلق بمواجهة المخاطر إذ الكل يرجع إلى أمور مشتركة . وإني إذ أكتب في هذا الأمر فلست أكتبُ من واقع مقالات طبية أو اجتماعية المبثوثة في الواقع الافتراضي، بل هو من واقع تجارب شخصية طويلة جدًّا جدًّا مع هذه المسائل، فأحببت مشاركتها مع من يهمه الأمر علّها تساهم في شيء من التغيير الإيجابي، على قاعدة عجائزنا   المباركين (اسأل امْجربْ ولا تسأل طَبيبْ)! فالرّهاب من خبرتي هو قلق شديد يجعلك تتردد أو تحجم عن خوض تجارب طبيعية ذات أخطار أو مخاوف يخوضها غيرنا من البشر بكل يسرٍ، إلا أنّ المصاب يدخل في صدمة من التفكير فيعمل قدر الإمكان على اجتنابها بحثا عن الأمان حمايةً لنفسه كما هو الظن. فلماذا قلتُ "القلق" ولم أقل م