لا نكير في استخدام كلمة (بسيط) بمعنى (السهل اليسير)

إنّ انتقالَ ألفاظِ العربية مِن معناها الأصليِّ إلى معانٍ أخرى مجاورة موجودٌ بكثرة، فكلمةُ (البسط( معناها الأصليّ نقيض القبض.  ولكنَّ هذا المعنى قد نُقل ليستعمل في معان أخرى، فتقول العرب –مثلاً-:"امرأة بسطة: جميلة، حسنة الجسم سهلته"[لسان العرب]؛  والشاهد هنا: (سهلته).
وأحد استعمالات لفظ (بسط): الأرض البسيطة: قال: "وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ مُنْبَسطة مستويَة" [لسان العرب]. ومستوية بمعنى سهلة، وجاء في (تاج العروس): "...لا نَبَلَ فيها؛ والنبل: بفتح النون المشددة والباء: العظام من الحجارة".

قلتُ

ومنه قول الناس: الجهل البسيط والمركب؛ فالمركب يستعملونه بمعنى معقد.

وحقيقة الأمر المركب: أصلها رَكَبَ، والشيء الذي يُركّب على شيء هو: مركَّب.
فلما اتحد الراكب والمركوب، أخذ نوعًا من الصعوبة والتعقيد، وهو نقيض معنى السهولة؛  لأنّ (السهل) هو الذي حينما تراه تميّز ما عليه دون عناء وتسير عليه كذلك-. وأمّا مع عكس ذلك فيلزمك أن تميّزَ كلَّ ما يحتويه منْ مكونات ممّا فيه مشقة ظاهرة.
ومن هنا استعمل النّاس البسيط بمعنى السهل: وذلك لأن فيه معنى النشر والاتساع مع وجود سهولة فيه كما مرّ معنا في وصف المرأة والأرض.
فلما نقول: "الجهل البسيط" نعني بذلك بسيط ببساطة الأرض، أي: استواؤها وسهولتها؛ فهذا هو المعنى المقصود.  وكذلك قولنا: "بكل بساطة": أي: بكل سهولة كسهولة الأرض. وعليه تنسحب المعاني الأخرى.
ومن ذلك أيضا قول بعض الناس في (القليل) -في جميع أحواله-: اليسير، مع أن اليسر -بضم الياء- تأتي بمعنى اللين والسهولة (=قارن مع ما قدمناه حول البسيط). فاليسير -إذًا- "القليل والهيّن" فلا تستخدم بهذا المعنى إلا إذا كان الأمر هيّنا من حيث الكيف لا من حيث الكمّ، لأنّه إذا كان المقصود الكمّ فههنا نستعمل كلمة (النَّزر ).
والله تعالى أعلم.

تعليقات