مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو الطلب)

  (هذه نسخة معدلة لسلسة قصيرة أخلاقية هادفة مقتطفة من واقع بعض من ينتحل العلم لكن أثرهم كان شديدا. وللتنبيه فإن شخصية (أبو طلب) شخصية عامة وهمية تقريبية صِفتها أنها ترتبط بالعلم والتنظير ولكن عند التطبيق لا تجد شيئا من ذلك، فالهم هو الشهرة وأما الخُلق فحدث ولا حرج!  وهم في واقعنا كثيرون ليس فقط في الأوساط العلمية الشرعية والدعوية.

مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو طلب).

مغامرات (أبو طلب) (2): مكالمة تلفونية والعُزلةُ المصْطنَعةُ

مغامرات (أبو طلب) (3):  مُفَكِّرة خَائنة

مغامرات (أبو طلب) (4): فن الكونغ فو والفتوى عند المعلّم (أبو الطلب)

مغامرات (أبو طلب) (5):  من الرزايا ما يجلب العطايا

).


مغامرات (أبو طلب) (1) : مبتدأ دورة حياة (أبو طلب).

 

(أبو طَلب) ليس نباتا ولا حشرة، بل كائن حيّ من جملة بني البشر مثلي ومثلك، لكن له دور حياة معنوية أو قلْ علمية، تبدأ بمرحلة الجهل البسيط ثم عِلمٌ ثم جَهل مركب! ولست أشك أنه ليس من السهولة معرفتهم ولكن لهم علامات لك أن تهتدي بها لاكتشافهم، فمتى رأيت شخصا ينظر إليك نظر الأعمى ويسمع إليك سمع الأصم فاعلم علم اليقين أنه من جنس (أبو طلب)، وإليك مبتدأ دورة حياته:

لما فتح (أبو طلب) عينيه على هذه الدنيا كان كسائر بني البشر في المرحلة الأولى من عمره، والتي يغلب عليه الصراخ إما من أجل أكل أو شرب أو نوم، فهي مرحلة جد متعبة للآباء لأن جل أيامهم لا يذوقون فيها لذة النوم. فرحم الله الآباء والأجداد حرمهم الأبناء من كل شيء بداية ونهاية، حتى صرنا نسمع من يطرد أباه وأمه من أجل راحته وراحة زوجته.

فـصاحبنا (أبو طلب) لما كبر، شدَّ انتباهه صنف من الناس لا يتكلمون إلا بكتاب وسنة، فقرّر أن يلتحق بهذا الوسط العلمي.  فاشترى لوازم الطلب، وسلَّمَ على أهله وجيرانه وأصدقائه، ثم قصد موقع الطلب، فلما دخل صلى ركعتين، ثم اقترب من معلمه فسلم وجلس بحده يسمع الآية والحديث. وبدأ ينقل الفوائد والفرائد (مقشرة) من أستاذه والذي يعتني به اعتناء الأم بولدها والأب بولده.

وبعد ساعة من الإلقاء والإصغاء دق جرس الانتهاء، فانصرف (أبو طلب) مسلّما على معلمه وزملائه وجيرانه وأهله. فدخل غرفته وأنار سراجه وانكب على المدارسة والمثابرة.

...وتمضي الأيام والأسابيع والأشهر...

وكعادته جهّز أبو (طلب) نفسَه للدّرس، فلبس أحسن الثياب، ورش أجمل العطور، ووضع سواكه بين أسنان، فخرج من غرفته إلى مسجده فجلس ثم انتهى الدرس فرجع من مسجده إلى غرفته؛ فلا وقت للكلام ولا السلام.. وكان آخر مجلس له في حلقة أستاذه...

ليبدأ المغامرة.

...


تعليقات